مقتل لاعب الطليعة ونجله بقصف حوثي للنادي الأهلي بتعز

المؤلف: أحمد الشميري (جدة) a_shmeri@08.02.2025
مقتل لاعب الطليعة ونجله بقصف حوثي للنادي الأهلي بتعز

في فاجعة مروعة، أقدمت ميليشيا الحوثي الآثمة يوم أمس (السبت) على اغتيال لاعب نادي الطليعة السابق، القدير ناصر الريمي، ونجله البريء، بالإضافة إلى إصابة ثلاثة أطفال آخرين بجروح، وذلك في قصف غادر استهدف النادي الأهلي الرياضي، الواقع شرقي مدينة تعز، بينما كان الضحايا يمارسون تدريباتهم الرياضية اليومية بكل أمان وطمأنينة.

وذكرت مصادر طبية يمنية موثوقة لـ«عكاظ» بأن جسد الرياضي المحبوب ناصر الريمي ونجله قد تحول إلى أشلاء متناثرة، يصعب عرضها على وسائل الإعلام لما انطوت عليه الجريمة من بشاعة وهمجية، مؤكدة بأن ما حدث هو جريمة إبادة جماعية مُتعمدة ومقصودة، ولا يمكن وصفها بالقصف العشوائي غير المتعمد.

من جانبه، حمّل وزير الشباب والرياضة اليمني، نائف البكري، المجتمع الدولي بأكمله المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء، وذلك نتيجة لتقاعسهم وفشلهم الذريع في حماية المؤسسات المدنية، بما في ذلك الملاعب والنوادي الرياضية، من الاعتداءات الغادرة، معرباً عن استنكاره الشديد لهذا العمل الإجرامي الذي ارتكبه الحوثيون، والمتمثل في استهداف ممنهج ومتعمد لمقر النادي الأهلي وإطلاق القذائف القاتلة على المدنيين الأبرياء.

كما أعرب الوزير عن خالص تعازيه ومواساته القلبية لأسرة ومحبي الرياضي الفقيد ناصر الريمي، ولجماهير نادي الطليعة، وكافة الرياضيين في مدينة تعز المنكوبة.

وفي تصريحات حصرية لـ«عكاظ»، ناشد البكري الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بضرورة التحرك العاجل والسريع، ليس لإنقاذ الرياضيين وحدهم، بل لإنقاذ المدنيين اليمنيين الأبرياء الذين يتعرضون لأبشع أنواع الإبادة الجماعية وبشكل متعمد ومنظم، ووفقاً لمخططات حوثية إيرانية خبيثة، تضع في أولوياتها القصوى إبادة الشعب اليمني الأصيل، وخاصة أبناء محافظة تعز الصامدة.

وأشار البكري إلى أن قصف النادي الأهلي يمثل دليلاً دامغاً وجديداً يضاف إلى سلسلة الأدلة السابقة، المتمثلة في قتل عدد من الرياضيين في مدينتي عدن ولحج، وتدمير الملاعب الرياضية والنوادي وبيوت الرياضة في مختلف المحافظات، وتحويل بيوت الشباب في العديد من المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين إلى مخازن للأسلحة ومراكز لتدريب الميليشيات الإرهابية.

وجدد البكري تأكيده على ضرورة تحييد الرياضة عن الصراعات السياسية ووقف هذه الجرائم البشعة والاستهداف الممنهج للرياضيين الذين يرفضون الانخراط في صفوف المليشيا الحوثية المارقة.

ووصف مكتب الشباب والرياضة في محافظة تعز ما حدث بأنه جريمة حرب مكتملة الأركان وممنهجة، تجرمها كافة المواثيق الدولية ومواثيق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف، التي تشدد على حماية المدنيين الأبرياء، معرباً عن إدانته القوية واستنكاره العميق للصمت الدولي المخزي، الذي شجع المليشيا الحوثية على الاستمرار في قصف الأحياء السكنية والمؤسسات المدنية في تعز بصورة متعمدة وممنهجة، وذلك من خلال القصف العشوائي الذي يستهدف محافظة تعز بأكملها.

وأكد مكتب الشباب والرياضة يوم أمس، أن قذيفة مدفعية حوثية غادرة أطلقت من منطقة الحوبان، واستهدفت اللاعب السابق في صفوف نادي الطليعة، ناصر الريمي، ونجله الطفل عمران البالغ من العمر 10 سنوات، مما أدى إلى استشهادهما على الفور، فيما أصيب الطفلان كرم شوقي (10 سنوات) ورمزي شوقي (7 سنوات) بجروح خطيرة، وذلك أثناء قيامهم بالتمارين الصباحية في ملعب النادي.

وأوضح المكتب في بيان شديد اللهجة، أن هذا العمل الإجرامي الجبان يمثل استمراراً لنهج المليشيا الحوثية الإجرامي في استهداف المنشآت الرياضية، والذي بدأ مع اندلاع الحرب على محافظة تعز، مؤكداً أن هذه الجرائم هي جرائم حرب ممنهجة، داعياً المنظمات الحقوقية الدولية ومنظمات الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها الكاملة وفتح تحقيق عاجل لمحاسبة المتسببين في هذا الجرم الخطير الذي يستهدف الحياة العامة ويعرض المدنيين الأبرياء للخطر الداهم.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة