فرنسا 1998- مونديال القرن، تتويج فرنسا وحكاية رونالدو
المؤلف: كتب: عمرو فقيه * faqeeh_1979@08.04.2025

كأس العالم 1998 في فرنسا: ملحمة كروية لا تُنسى
فرنسا تُتوّج باللقب، البرازيل وصيفة، كرواتيا ثالثة، وهولندا في المركز الرابع. دافور شوكر، النجم الكرواتي، يحرز لقب الهداف بستة أهداف.
مونديال 1998، الذي أُطلق عليه "مونديال القرن"، كان بحق تحفة كروية، والمحطة الأخيرة في القرن العشرين. فرنسا، بعد ستة عقود من استضافتها الأولى في عهد جول ريميه، استقبلت العالم مجددًا، بفريق يضم مزيجًا من المواهب المتنوعة.
الحدث الأبرز كان زيادة عدد المنتخبات المشاركة إلى 32 منتخبًا للمرة الأولى. الاتحاد الدولي لكرة القدم قام بتعديل القوانين لحماية اللاعبين من الإصابات الخطيرة، وشهدت البطولة مشاركة ثلاثة منتخبات عربية: السعودية وتونس للمرة الثانية، والمغرب للمرة الثالثة.
شهدت المباراة الافتتاحية تسجيل البرازيلي سيزار سامبايو أسرع هدف في تاريخ مباريات الافتتاح، بينما سجل المغربي يوسف شيبو هدفًا عكسيًا في مرماه، ليصبح أول لاعب عربي يفعل ذلك. ومع ذلك، حقق المنتخب المغربي فوزًا تاريخيًا على اسكتلندا بنتيجة 3-0، وهو الأكبر لمنتخب عربي في تاريخ المونديال. لكن المؤامرات لم تتوقف، حيث أدت نتيجة مباراة البرازيل والنرويج إلى خروج العرب من البطولة.
المغرب كانت تحتاج إلى فوز أو تعادل البرازيل مع النرويج للتأهل، لكن البرازيل خسرت بنتيجة 1-2، لتنتهي سلسلة اللا هزيمة التي استمرت 45 مباراة.
المثير للاهتمام، قاد تشيزاري مالديني المنتخب الإيطالي، بينما كان ابنه باولو مالديني نجمًا في الفريق. في الوقت نفسه، أصبح البرازيلي كارلوس ألبرتو أول مدرب يقود أربعة منتخبات مختلفة في تاريخ المونديال، بدءًا من الكويت والإمارات، وصولًا إلى البرازيل والسعودية.
المنتخب السعودي عانى من صعوبات جمة، فقبل نهاية مباراته مع الدنمارك بثلث ساعة، تلقت شباكه هدفًا قاتلًا، وفي مباراته مع فرنسا، طُرد محمد الخليوي، مما أدى إلى خسارة قاسية برباعية.
بعد الإقالة، تولى المدرب الوطني محمد الخراشي المهمة، ونجح في قيادة الفريق إلى تعادل إيجابي مع جنوب أفريقيا، حيث سجل سامي الجابر ويوسف الثنيان جميع الأهداف السعودية من ركلات جزاء.
بهذا الإنجاز، أصبح سامي الجابر أول لاعب عربي يسجل في أكثر من نسخة من كأس العالم، وإن كانت جميعها من علامة الجزاء.
النسخة شهدت أيضًا مواجهة سياسية مشحونة بين إيران وأمريكا، والتي انتهت بفوز إيران بنتيجة 2-1، في أجواء رياضية مثالية، لكن كلا المنتخبين ودعا البطولة من الدور الأول.
مجموعة الأرجنتين شهدت حدثًا فريدًا من نوعه، حيث ضمت ثلاثة منتخبات تشارك للمرة الأولى في تاريخ المونديال: كرواتيا واليابان وجامايكا، وكانت الأخيرة أصغر دولة تشارك في البطولة.
في دور الـ 16، تم تسجيل أول هدف ذهبي في تاريخ النهائيات العالمية، بواسطة المدافع الفرنسي لوران بلان في مرمى الحارس الباراغواياني الشهير تشيلافيرت، في مباراة أدارها الحكم الإماراتي علي بوجسيم. أما مباراة الأرجنتين وإنجلترا، فكانت قمة الإثارة والندية، وشهدت طرد ديفيد بيكهام بعد احتكاكه بسيميوني، ليتحمل مسؤولية خروج إنجلترا بركلات الترجيح.
الدور ربع النهائي شهد مفاجآت مدوية بخروج منتخبات كبيرة مثل إيطاليا والدانمارك وألمانيا والأرجنتين.
إيطاليا، وصيفة بطل العالم 1994، غادرت البطولة بركلات الترجيح على يد فرنسا المضيفة، لتستمر لعنة ركلات الترجيح تطاردها. الدانمارك خسرت بصعوبة أمام البرازيل بنتيجة 2-3، بينما ودعت الأرجنتين البطولة على يد هولندا في واحدة من أجمل مباريات كأس العالم على الإطلاق. أما المنتخب الألماني، فقد تلقى هزيمة قاسية بثلاثية نظيفة أمام كرواتيا، التي أثبتت أنها الحصان الأسود للبطولة.
في الدور نصف النهائي، تجاوزت البرازيل حاملة اللقب عقبة هولندا بركلات الترجيح، بينما أقصت فرنسا المضيفة كرواتيا بنتيجة 2-1، في مباراة شهدت طردًا للاعب فرنسي.
• النهائي التاريخي:
في ضاحية سان دوني شمال باريس، كان يوم 12 يوليو 1998 يومًا استثنائيًا. فرنسا وصلت إلى نهائي كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها، وستلعب على أرضها في ملعب سان دوني الذي بني خصيصًا للبطولة. البرازيل، حاملة اللقب وبطلة العالم أربع مرات، كانت المرشحة الأبرز للفوز.
بحضور 75 ألف متفرج، أدار الحكم المغربي سعيد بلقولة المباراة التاريخية، لكن الفرحة كانت من نصيب الفرنسيين وليس البرازيليين.
في ذلك الصباح المشؤوم، انتشرت شائعات عن مرض رونالدو، ولم يتم الكشف عن الأسباب الحقيقية لما حدث للأسطورة البرازيلية. بعض الروايات أشارت إلى تسميم رونالدو من قبل الفرنسيين.
بغض النظر عن الحقيقة، تم استبعاد رونالدو من المباراة قبل ساعات قليلة من بدايتها، ثم أعيد اسمه إلى قائمة المشاركين قبل 45 دقيقة فقط من النهائي، وسط ضغوط من الشركات الراعية وتدخل رئيس الاتحاد البرازيلي.
شارك رونالدو في المباراة وهو في حالة بدنية سيئة، ولم يتمكن من تقديم أي شيء، مما أثر على أداء المنتخب البرازيلي.
فازت فرنسا بنتيجة 3-0، وتألق زين الدين زيدان بشكل لافت، بينما طرد بلقولة المدافع دوسايي. الشعب الفرنسي احتفل بالفوز بقيادة الرئيس جاك شيراك.
سان دوني، المدينة التي تضم أضرحة ملوك فرنسا، شهدت تتويج منتخب بلادها ملوكًا للعالم في كرة القدم.
* مؤرخ رياضي
فرنسا تُتوّج باللقب، البرازيل وصيفة، كرواتيا ثالثة، وهولندا في المركز الرابع. دافور شوكر، النجم الكرواتي، يحرز لقب الهداف بستة أهداف.
مونديال 1998، الذي أُطلق عليه "مونديال القرن"، كان بحق تحفة كروية، والمحطة الأخيرة في القرن العشرين. فرنسا، بعد ستة عقود من استضافتها الأولى في عهد جول ريميه، استقبلت العالم مجددًا، بفريق يضم مزيجًا من المواهب المتنوعة.
الحدث الأبرز كان زيادة عدد المنتخبات المشاركة إلى 32 منتخبًا للمرة الأولى. الاتحاد الدولي لكرة القدم قام بتعديل القوانين لحماية اللاعبين من الإصابات الخطيرة، وشهدت البطولة مشاركة ثلاثة منتخبات عربية: السعودية وتونس للمرة الثانية، والمغرب للمرة الثالثة.
شهدت المباراة الافتتاحية تسجيل البرازيلي سيزار سامبايو أسرع هدف في تاريخ مباريات الافتتاح، بينما سجل المغربي يوسف شيبو هدفًا عكسيًا في مرماه، ليصبح أول لاعب عربي يفعل ذلك. ومع ذلك، حقق المنتخب المغربي فوزًا تاريخيًا على اسكتلندا بنتيجة 3-0، وهو الأكبر لمنتخب عربي في تاريخ المونديال. لكن المؤامرات لم تتوقف، حيث أدت نتيجة مباراة البرازيل والنرويج إلى خروج العرب من البطولة.
المغرب كانت تحتاج إلى فوز أو تعادل البرازيل مع النرويج للتأهل، لكن البرازيل خسرت بنتيجة 1-2، لتنتهي سلسلة اللا هزيمة التي استمرت 45 مباراة.
المثير للاهتمام، قاد تشيزاري مالديني المنتخب الإيطالي، بينما كان ابنه باولو مالديني نجمًا في الفريق. في الوقت نفسه، أصبح البرازيلي كارلوس ألبرتو أول مدرب يقود أربعة منتخبات مختلفة في تاريخ المونديال، بدءًا من الكويت والإمارات، وصولًا إلى البرازيل والسعودية.
المنتخب السعودي عانى من صعوبات جمة، فقبل نهاية مباراته مع الدنمارك بثلث ساعة، تلقت شباكه هدفًا قاتلًا، وفي مباراته مع فرنسا، طُرد محمد الخليوي، مما أدى إلى خسارة قاسية برباعية.
بعد الإقالة، تولى المدرب الوطني محمد الخراشي المهمة، ونجح في قيادة الفريق إلى تعادل إيجابي مع جنوب أفريقيا، حيث سجل سامي الجابر ويوسف الثنيان جميع الأهداف السعودية من ركلات جزاء.
بهذا الإنجاز، أصبح سامي الجابر أول لاعب عربي يسجل في أكثر من نسخة من كأس العالم، وإن كانت جميعها من علامة الجزاء.
النسخة شهدت أيضًا مواجهة سياسية مشحونة بين إيران وأمريكا، والتي انتهت بفوز إيران بنتيجة 2-1، في أجواء رياضية مثالية، لكن كلا المنتخبين ودعا البطولة من الدور الأول.
مجموعة الأرجنتين شهدت حدثًا فريدًا من نوعه، حيث ضمت ثلاثة منتخبات تشارك للمرة الأولى في تاريخ المونديال: كرواتيا واليابان وجامايكا، وكانت الأخيرة أصغر دولة تشارك في البطولة.
في دور الـ 16، تم تسجيل أول هدف ذهبي في تاريخ النهائيات العالمية، بواسطة المدافع الفرنسي لوران بلان في مرمى الحارس الباراغواياني الشهير تشيلافيرت، في مباراة أدارها الحكم الإماراتي علي بوجسيم. أما مباراة الأرجنتين وإنجلترا، فكانت قمة الإثارة والندية، وشهدت طرد ديفيد بيكهام بعد احتكاكه بسيميوني، ليتحمل مسؤولية خروج إنجلترا بركلات الترجيح.
الدور ربع النهائي شهد مفاجآت مدوية بخروج منتخبات كبيرة مثل إيطاليا والدانمارك وألمانيا والأرجنتين.
إيطاليا، وصيفة بطل العالم 1994، غادرت البطولة بركلات الترجيح على يد فرنسا المضيفة، لتستمر لعنة ركلات الترجيح تطاردها. الدانمارك خسرت بصعوبة أمام البرازيل بنتيجة 2-3، بينما ودعت الأرجنتين البطولة على يد هولندا في واحدة من أجمل مباريات كأس العالم على الإطلاق. أما المنتخب الألماني، فقد تلقى هزيمة قاسية بثلاثية نظيفة أمام كرواتيا، التي أثبتت أنها الحصان الأسود للبطولة.
في الدور نصف النهائي، تجاوزت البرازيل حاملة اللقب عقبة هولندا بركلات الترجيح، بينما أقصت فرنسا المضيفة كرواتيا بنتيجة 2-1، في مباراة شهدت طردًا للاعب فرنسي.
• النهائي التاريخي:
في ضاحية سان دوني شمال باريس، كان يوم 12 يوليو 1998 يومًا استثنائيًا. فرنسا وصلت إلى نهائي كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها، وستلعب على أرضها في ملعب سان دوني الذي بني خصيصًا للبطولة. البرازيل، حاملة اللقب وبطلة العالم أربع مرات، كانت المرشحة الأبرز للفوز.
بحضور 75 ألف متفرج، أدار الحكم المغربي سعيد بلقولة المباراة التاريخية، لكن الفرحة كانت من نصيب الفرنسيين وليس البرازيليين.
في ذلك الصباح المشؤوم، انتشرت شائعات عن مرض رونالدو، ولم يتم الكشف عن الأسباب الحقيقية لما حدث للأسطورة البرازيلية. بعض الروايات أشارت إلى تسميم رونالدو من قبل الفرنسيين.
بغض النظر عن الحقيقة، تم استبعاد رونالدو من المباراة قبل ساعات قليلة من بدايتها، ثم أعيد اسمه إلى قائمة المشاركين قبل 45 دقيقة فقط من النهائي، وسط ضغوط من الشركات الراعية وتدخل رئيس الاتحاد البرازيلي.
شارك رونالدو في المباراة وهو في حالة بدنية سيئة، ولم يتمكن من تقديم أي شيء، مما أثر على أداء المنتخب البرازيلي.
فازت فرنسا بنتيجة 3-0، وتألق زين الدين زيدان بشكل لافت، بينما طرد بلقولة المدافع دوسايي. الشعب الفرنسي احتفل بالفوز بقيادة الرئيس جاك شيراك.
سان دوني، المدينة التي تضم أضرحة ملوك فرنسا، شهدت تتويج منتخب بلادها ملوكًا للعالم في كرة القدم.
* مؤرخ رياضي