صدمة بقير- وعد المونديال يتحول إلى اتهامات بالتدخل والاستبعاد

المؤلف: كتب: عبدالعزيز النهدي abdullazizNahdi@08.04.2025
صدمة بقير- وعد المونديال يتحول إلى اتهامات بالتدخل والاستبعاد

في ساعة متأخرة من ليلة الأحد، بينما كان سعد البقير، نجم المنتخب التونسي، مستغرقا في معسكر نسور قرطاج بمدينة الدمام السعودية، تعالت أصداء طرقات خفيفة على باب غرفته. استجاب لها اللاعب، فإذا بمرسول خاص من المدرب جلال القادري يقف أمامه، يحمل بين يديه رسالة مقتضبة تحمل في طياتها نبأ سارا: «أنت ضمن كتيبة المونديال، فلتكن على أهبة الاستعداد».

في مطلع الصباح، استقبل سعد بقير سيلًا من رسائل التعزية والمواساة التي أغرقت هاتفه الجوال، مرسلة من الأهل والأصدقاء المقربين. نظر إليها اللاعب بعينين واسعتين، ممتلئتين بالدهشة والاستغراب، عاجزا عن فهم المغزى الحقيقي وراء هذه المشاعر الرقيقة.

توجه بقير على الفور إلى قائمة المنتخب التونسي المشاركة في المونديال، والتي طال انتظارها، وبدأ في البحث المضني بين الأسماء، لكن دون جدوى فلم يعثر على اسمه. اعتقد في البداية أنه مجرد خطأ غير مقصود، لكن سرعان ما وصل إليه خبر مفجع، لم يتمكن من استيعابه أو تصديقه حتى تلك اللحظة.

وباعتباره لاعبا كان يمني النفس بالمشاركة، وقدومه إلى المعسكر كان بناء على وعد قاطع وحاسم من المدرب، اتهم نجم نادي أبها السعودي، رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم، وديع الجريء، بالوقوف وراء إقصائه من القائمة النهائية لمنتخب تونس في كأس العالم.

وفي تصريحات تلفزيونية مؤثرة، صرح بقير بأن المدرب جلال القادري لم يقدم له أي تفسيرات مقنعة أو منطقية لقرار استبعاده، مؤكدا أنه اتخذ قرارا لا رجعة فيه بعدم اللعب مستقبلا في صفوف المنتخب التونسي طالما بقي وديع الجريء على رأس هرم الاتحاد التونسي لكرة القدم.

كما عبر بقير عن استيائه الشديد من الطريقة التي تم التعامل بها معه، مشيرا إلى أنه لم يحظ بأي دعم أو مساندة من قبل المسؤولين واللاعبين بعد إقصائه من القائمة النهائية لمنتخب تونس.

واعترف بأن المدرب جلال القادري قد نكث بوعوده السابقة له، بضمه إلى القائمة النهائية لكأس العالم، قائلا إن استبعاده تم في ظروف غامضة ومليئة بالريبة، وإن رئيس الاتحاد التونسي وديع الجريء هو المحرك الرئيسي وراء هذا القرار المجحف.

وذكر بقير: «لقد تواصل معي المدرب جلال القادري قبل شهر، وأبلغني بأنه سيقوم باستدعائي للمنتخب، فطلبت منه بكل احترام ألا يدعوني إذا كان ينوي استبعادي في نهاية المطاف، لكنه أكد لي بثقة أنني سأكون معه في المونديال».

أثارت تصريحات بقير عاصفة من الجدل في الأوساط الرياضية التونسية، وأشعلت فتيل النقاش حول وجود تدخلات سافرة في عملية اختيار القائمة النهائية لـ «نسور قرطاج» لخوض غمار بطولة كأس العالم 2022.

وختم بقير حديثه قائلا للجماهير: «أتوجه بالشكر الجزيل للجماهير التي ساندتني ووقفت إلى جانبي، وقفتكم هذه أسعدتني كثيرا، وأدعو الله أن يرد لي حقي، وأن يوفق المنتخب التونسي في كأس العالم».

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة